-->

اختراع مكسيكي لتحويل مياه الأمطار إلى جل صلب صديق للبيئة لمواجهة الجفاف

تعرف على تقنية مبتكرة ابتكرها المهندس المكسيكي سيرجيو ريكو لتحويل مياه الأمطار إلى جل صديق للبيئة يحافظ على الرطوبة لمدة طويلة، مما يساعد عل...

404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • الخميس، 2 أكتوبر 2025

    تعرف على تقنية مبتكرة ابتكرها المهندس المكسيكي سيرجيو ريكو لتحويل مياه الأمطار إلى جل صديق للبيئة يحافظ على الرطوبة لمدة طويلة، مما يساعد على تقليل استهلاك المياه في الزراعة بنسبة تصل إلى 92%.


    قطرات مياه الأمطار على النباتات كرمز للحفاظ على المياه في الزراعة




    أعزاءنا القراء والمهتمين بالعلوم الزراعية المستدامة، نرحب بكم في هذا المقال العلمي الجديد من مدونة خليها تخضر، حيث نعرض لكم اليوم اختراعاً فريداً يمكن أن يغير مستقبل الزراعة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه. التقنية التي سنتناولها هنا قد تكون المفتاح لتأمين الغذاء في عالم يزداد عطشاً يوماً بعد يوم


    خلفية عن أزمة المياه في العالم


    الماء هو العنصر الأهم في حياة الإنسان والنبات، لكن التغيرات المناخية المتسارعة وارتفاع درجات الحرارة وتزايد عدد السكان وضعوا ضغطاً غير مسبوق على الموارد المائية. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ملياري إنسان يعيشون في مناطق تعاني من ندرة المياه، بينما يتوقع أن يزداد هذا الرقم بشكل حاد خلال العقود القادمة. في المقابل، يبقى القطاع الزراعي المستهلك الأكبر للمياه، إذ يحتاج لتأمين الري المستمر للنباتات من أجل النمو والإنتاج. هذه التحديات دفعت العلماء والمهندسين للبحث عن حلول مبتكرة غير تقليدية تضمن الحفاظ على الموارد المائية مع ضمان استدامة الإنتاج الزراعي


    اختراع سيرجيو ريكو: الفكرة من المطر


    من بين هذه الحلول، يبرز اختراع المهندس المكسيكي سيرجيو جيسوس ريكو فيلاسكو، الذي طور تقنية ثورية تعتمد على تحويل مياه الأمطار إلى مادة صلبة أو شبه صلبة يمكن تخزينها واستخدامها لفترات طويلة. تعتمد هذه الفكرة على استخدام مسحوق يدعى بولي أكريلات البوتاسيوم، وهو بوليمر صديق للبيئة يتحلل طبيعياً ولا يسبب أضراراً للتربة أو النباتات. عند تعرض هذا المسحوق للماء، يتحول إلى مادة هلامية قادرة على امتصاص أضعاف وزنها من المياه، محتفظة بالرطوبة لمدة قد تصل إلى 41 يوماً كاملة


    كيف تعمل تقنية الجل المائي


    العملية في جوهرها بسيطة ولكنها فعالة للغاية. عندما تهطل الأمطار يتم خلط مسحوق البولي أكريلات مع المياه ليشكل مادة جيلاتينية مرنة. يتم بعد ذلك خلط هذا الجل مع التربة الزراعية أو توزيعه بالقرب من جذور النباتات. يعمل هذا الجل كخزان صغير للمياه، يحررها تدريجياً وفق احتياج النبات. وبهذا الأسلوب، لا تفقد التربة المياه سريعاً بالتبخر أو التسرب، بل تبقى متاحة للنباتات لفترة أطول بكثير مقارنة بالري التقليدي. المذهل في هذا الاختراع أن كل كيلوغرام واحد من المسحوق قادر على امتصاص مئات اللترات من الماء، وهو ما يعادل تخزين كمية كبيرة تكفي لري المحاصيل لفترة طويلة دون الحاجة لإعادة الري بشكل متكرر


    الأثر الزراعي والاقتصادي للتقنية


    التجارب الزراعية أظهرت نتائج مبهرة. المزارع التي طبقت هذه التقنية لاحظت انخفاضاً في استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 92% مقارنة بأنظمة الري التقليدية. هذا يعني أن الحقول يمكن أن تنتج محاصيلها باستخدام جزء ضئيل فقط من الكميات المعتادة من المياه. إضافة إلى ذلك، يقلل هذا النظام من الحاجة إلى البنية التحتية المعقدة مثل شبكات الري المكلفة أو محطات الضخ. كما أنه يقلل من الوقت والجهد الذي يبذله المزارع في عمليات الري اليومية. اقتصادياً، يمكن لهذه التقنية أن تخفض تكاليف الإنتاج الزراعي بشكل ملموس، وتجعل الزراعة أكثر جدوى في المناطق شبه القاحلة والجافة التي كانت تعاني سابقاً من محدودية النشاط الزراعي


    صداقة البيئة والتحلل الطبيعي


    من أهم ميزات هذا الاختراع أن مادة البولي أكريلات البوتاسيوم المستخدمة تعتبر مادة قابلة للتحلل الحيوي، أي أنها لا تترك آثاراً سلبية في التربة ولا تسبب تلوثاً بيئياً. بل على العكس، فإنها مع مرور الوقت تتحلل وتختفي دون أن تؤثر على خصوبة الأرض أو تركيبتها. هذه الصفة تجعلها مختلفة عن العديد من المواد الصناعية الأخرى التي غالباً ما تثير القلق البيئي. وبالتالي يمكن القول إن هذه التقنية تمثل نموذجاً للتكنولوجيا الخضراء التي تجمع بين الفعالية والانسجام مع البيئة


    مواجهة الجفاف وتغير المناخ


    أحد أهم أوجه الأهمية لهذه التقنية هو دورها في التكيف مع التغيرات المناخية. مع ازدياد موجات الجفاف في مختلف أنحاء العالم، يحتاج المزارعون إلى حلول عملية تمكنهم من الاستمرار في الإنتاج. تقنية تحويل مياه الأمطار إلى جل صلب توفر هذا الحل بفعالية. فهي تمكن من تخزين مياه المطر في أوقات الوفرة واستخدامها لاحقاً في أوقات الشح، مما يخلق نوعاً من التوازن المائي الذي يحمي المحاصيل من الهلاك. إضافة إلى ذلك، فإنها تقلل من استنزاف المياه الجوفية التي تتعرض اليوم لضغوط هائلة بسبب الإفراط في الضخ


    آفاق التطبيق العملي


    رغم أن الاختراع انطلق في المكسيك، إلا أن آفاق استخدامه واسعة جداً وتشمل مناطق متعددة من العالم. يمكن اعتماده في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعاني من شح المياه، وكذلك في بعض المناطق الإفريقية والهندية التي تعتمد على الأمطار الموسمية. كما يمكن أن يكون مفيداً في الزراعة الحضرية وزراعة الأسطح حيث الموارد المائية محدودة. بعض المنظمات الزراعية بدأت بالفعل في إدماج هذه التقنية ضمن برامج التنمية المستدامة، وهناك اهتمام عالمي متزايد بها باعتبارها واحدة من الحلول العملية لمستقبل الأمن الغذائي


    الجانب العلمي والتقني


    البولي أكريلات البوتاسيوم ينتمي إلى عائلة البوليمرات فائقة الامتصاص، وهي مواد تتميز بقدرتها على امتصاص الماء بكميات تفوق وزنها عشرات أو مئات المرات. هذه الخاصية مرتبطة ببنيتها الكيميائية التي تحتوي على مجموعات سالبة الشحنة تجذب جزيئات الماء وتحبسها داخل شبكة البوليمر. مع مرور الوقت، يتم تحرير الماء تدريجياً بحسب احتياجات النبات، وهو ما يحاكي الطبيعة ولكن بطريقة أكثر كفاءة. من الناحية العلمية، هذه التقنية تمثل تطبيقاً ذكياً للكيمياء البوليمرية في خدمة الزراعة المستدامة


    خلاصة


    يمكن القول إن اختراع المهندس المكسيكي سيرجيو ريكو يمثل نقلة نوعية في مجال إدارة المياه الزراعية. هذه التقنية البسيطة في مكوناتها والعميقة في تأثيرها تعطي مثالاً حياً على كيف يمكن للابتكار العلمي أن يغير حياة المجتمعات ويجعل الزراعة ممكنة حتى في أصعب الظروف المناخية. ومع انتشار هذه التقنية عالمياً، يمكن أن نتصور مستقبلاً يصبح فيه الغذاء متاحاً بشكل أكبر بفضل حسن إدارة قطرة الماء


    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم (الزراعة المستدامه) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة: للمؤلف وكاتب هذا المقال 

    فريق خليها تخضر


    الجمعة، 26 سبتمبر 2025

     تعرف على احتياجات شجرة الزيتون للماء في الخريف والشتاء والربيع والصيف وكيفية تأثير الري على الإنتاج وجودة الثمار. 



        حقل زيتون في يوم ماطر 



    مرحباً بكم أعزائي المتابعين في مدونة خليها تخضر حيث نحرص على تقديم محتوى علمي زراعي موثوق وأصيل يساعد المزارعين والمهتمين بعالم النباتات على تحقيق أفضل النتائج في حقولهم وبساتينهم واليوم نرافقكم في جولة علمية حول احتياجات شجرة الزيتون للماء عبر الفصول المختلفة وتأثير ذلك على نموها وإنتاجها



    أهمية الماء لشجرة الزيتون


    الماء عنصر أساسي في حياة شجرة الزيتون رغم ما تشتهر به من قدرة على مقاومة الجفاف والتكيف مع البيئات القاسية إلا أن الإنتاج الوفير والجودة العالية للثمار لا يتحققان إلا بتوفير حاجتها المائية في الأوقات الحرجة شجرة الزيتون تمتص الماء من التربة لتغذية أوراقها وأغصانها وثمارها ويؤدي نقصه إلى إعاقة العمليات الحيوية مثل التمثيل الضوئي وبناء المواد الكربوهيدراتية الضرورية للنمو والإثمار إن المزارع الواعي هو من يدرك أن الجفاف المستمر يضعف الشجرة على المدى البعيد ويقلل من مردودها الاقتصادي



    احتياجات الزيتون في الخريف


    يمثل فصل الخريف مرحلة محورية في دورة حياة الزيتون ففيه تتهيأ الأشجار لتجديد نموها الخضري استعداداً للموسم القادم كما تكون الثمار في طور امتلاء الحجم وتحتاج إلى وفرة مائية لتعطي ثماراً ذات وزن ونوعية جيدة وقد أدرك الفلاحون هذا منذ القدم فعبروا بقولهم مطر الخريف زيادة أي أن أمطار الخريف تزيد في قوة الشجرة وامتلاء ثمارها إن توفير الري التكميلي في هذه الفترة يعوض أي نقص في الأمطار خصوصاً في المناطق شبه الجافة ويضمن استمرار حيوية النمو الداخلي للشجرة



    دور المياه في الشتاء


    الشتاء ليس فقط موسم سكون للأشجار بل هو أيضاً فترة حاسمة للتكشف الزهري الذي يحدد عدد الأزهار في الربيع القادم إن وجود أمطار شتوية معتدلة يعد بمثابة ولادة جديدة للشجرة لذلك ارتبط في المأثور الشعبي بقولهم مطر الشتاء ولادة فإذا حُرمت الأشجار من المياه الكافية في هذه المرحلة فإن عدد الأزهار يقل وتضعف قدرة الشجرة على الإثمار في العام التالي كما أن الشتاء يساعد في غسل الأملاح المتراكمة في التربة مما يخفف من الإجهاد الملحي الذي قد يحد من الإنتاج



    أهمية الري في الربيع


    في الربيع تستعد الأشجار لتفتح الأزهار ثم الدخول في مرحلة العقد وتكوين الثمار وهي من أخطر الفترات التي تحتاج فيها شجرة الزيتون للماء فأي نقص يؤدي إلى تساقط الأزهار أو ضعف العقد مما ينعكس مباشرة على كمية المحصول ومن هنا جاء المثل الشعبي مطر الربيع شدادة أي أنه يشد من أزر الشجرة ويقوي قدرتها على إنتاج ثمار ثابتة وكبيرة يجب أن يدرك المزارع أن الري في هذه الفترة ليس خياراً بل ضرورة لأن التقصير فيه قد يقضي على المحصول بالكامل



    الصيف وفترة تصلب النواة


    في أواخر الصيف وبداية الخريف تمر الثمار بمرحلة تصلب النواة وهي فترة حرجة من حيث احتياجات الماء حيث تكون التربة قد خزنت كمية من الرطوبة من الشتاء والربيع السابقين وفي العادة تكفي هذه الرطوبة لحاجات الزيتون إذا لم يكن الموسم جافاً بشكل استثنائي ولكن في حال الجفاف الشديد يصبح الري ضرورياً لتفادي انكماش الثمار وصغر حجمها الملاحظ هنا أن الإفراط في الري خلال هذه المرحلة قد يضر أكثر مما ينفع لأنه يغير من توازن النمو بين الثمار والأغصان



    الفترة غير الملائمة للري


    من المهم التنبيه إلى أن هناك فترة لا ينصح بري الزيتون خلالها وهي أثناء تفتح الأزهار حيث أن زيادة الرطوبة أو هطول الأمطار في هذا التوقيت يعرض الأزهار للإصابة بالأمراض الفطرية ويعيق التلقيح الطبيعي وقد يؤدي إلى فقدان جزء كبير من الأزهار المهيأة للعقد لذلك يُفضل أن يكون الري قبل التفتح أو بعده مباشرة مع تجنب التدخل أثناء ذروة التزهير



    العلاقة بين خبرة الفلاح والمطر النافع


    ارتبطت احتياجات الزيتون للمطر بخبرة الفلاحين عبر الأمثال الزراعية التي تناقلوها جيلاً بعد جيل فهم أدركوا بحسهم العملي أن مطر الخريف يزيد الثمار ومطر الشتاء يولد الأزهار ومطر الربيع يشد الثمار ويحميها من التساقط إن هذه الخبرة الشعبية لم تكن مجرد أقوال بل هي خلاصة ملاحظة دقيقة لعقود طويلة توافق فيها العلم الحديث مع الحكمة الشعبية فأصبح المزارع الواعي يجمع بين التراث والمعرفة العلمية ليصل إلى أفضل النتائج



    إدارة الري الحديثة للزيتون


    في ظل التغيرات المناخية الحالية أصبح من الضروري اعتماد برامج ري حديثة لشجرة الزيتون باستخدام تقنيات مثل الري بالتنقيط الذي يوفر الماء مباشرة إلى منطقة الجذور بأقل فاقد ممكن كما يمكن الاستعانة بمستشعرات الرطوبة لمراقبة التربة وضبط مواعيد وكميات الري بدقة متناهية وهذا يسهم في الحفاظ على الموارد المائية ويزيد من الإنتاجية والجودة إن الموازنة بين خبرة الفلاحين القدامى وأدوات العلم الحديث تعطي الزيتون أفضل فرصة للنمو والإثمار



    خلاصة


    شجرة الزيتون رغم صلابتها وقدرتها على مقاومة الظروف الصعبة إلا أنها بحاجة إلى برنامج مائي متكامل يراعي المراحل الحرجة من حياتها الخريف للنمو وزيادة حجم الثمار الشتاء للتكشف الزهري الربيع لتثبيت العقد ومنع تساقط الثمار والصيف للحفاظ على صلابة النواة وجودة المحصول إن أي تقصير في هذه المراحل قد يؤدي إلى خسارة موسم كامل لذلك فإن الفلاح الناجح هو من يوازن بين طبيعة منطقته وظروف مناخها ويضع خطة مائية مدروسة تحقق له محصولاً وفيراً وجودة عالية



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم (زراعة الزيتون) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة : للمؤلف و كاتب هذا المقال فريق خليها تخضر


    الخميس، 25 سبتمبر 2025

     تعرف على أفضل توقيت لجني الزيتون لضمان جودة الزيت والمحافظة على صحة الشجرة وزيادة الصابة المستقبلية مع نصائح عملية للفلاحين. 



        مراحل نضج الزيتون




    أهلاً بكم متابعي موقعنا الأعزاء، نقدم لكم اليوم دليلاً شاملاً حول أفضل توقيت لجني الزيتون لضمان جودة الزيت والمحافظة على صحة شجرتك وتحقيق صابة ممتازة


    أهمية توقيت جني الزيتون


    يُعتبر موعد جني الزيتون أحد العوامل الأساسية التي تؤثر مباشرة على جودة الزيت وصحة الشجرة وصابة الموسم القادم لا يقتصر اختيار التوقيت على عادة متوارثة بل هو علم قائم على متابعة مراحل نضج الثمار وتحليل مكوناتها لضمان أفضل النتائج من حيث الطعم والقيمة الغذائية والعائد الزيتي

    الجني المبكر للزيتون


    الجني المبكر يحدث عندما تكون الثمار خضراء أو قد بدأت في تغيير لونها إلى الأخضر المحمر أو البنفسجي في هذه المرحلة تكون الثمرة قد وصلت إلى حجمها الأقصى وبدأت في تراكم الزيت بمستويات منخفضة لكنها غنية بالبوليفينولات ومضادات الأكسدة

    تأثير الجني المبكر على جودة الزيت:

    يعطي الزيت الناتج عن الجني المبكر جودة ممتازة وغنية بالبوليفينولات التي تمنح الزيت نكهة قوية وحارة وتعتبر هذه المرحلة المثالية لإنتاج زيت بخصائص صحية عالية ويتميز الزيت في هذه المرحلة بنسبة حموضة منخفضة مما يدل على نقاوته ومذاقه الفريد

    تأثير الجني المبكر على الشجرة وصابة العام القادم:

    يسمح الجني المبكر للشجرة بالتعافي بسرعة بعد الحصاد ويمنحها الوقت الكافي للتحضير لمرحلة التزهير القادمة كما يقلل من ظاهرة "المعاومة" التي قد تصيب الشجرة عندما يكون الحمل في سنة ثقيلًا وفي السنة التالية خفيفًا مما يزيد من فرص الحصول على محصول جيد في الموسم القادم

    عيوب الجني المبكر:

    أحد أبرز العيوب هي انخفاض المردود الزيتي مقارنة بالجني المتأخر حيث تكون كمية الزيت المستخرجة أقل لكن هذا الانخفاض يتم تعويضه بجودة الزيت العالية والفوائد الصحية التي يوفرها

    الجني المتأخر للزيتون


    الجني المتأخر يتم عندما تكون الثمار قد نضجت بالكامل وتحولت إلى اللون الأسود وتكون محتويات الزيت عالية لكن نسبة مضادات الأكسدة والبوليفينولات أقل مما يؤثر على الطعم والفوائد الصحية

    تأثير الجني المتأخر على جودة الزيت:

    مع تقدم الثمار في مرحلة النضج الكامل يقل محتوى البوليفينولات ومضادات الأكسدة ويزداد معدل الحموضة خاصة إذا تم تخزين الثمار قبل العصر أو إذا أصيبت بالعفن أو الآفات مما يؤدي إلى تغير نكهة الزيت وقد تظهر طعوم غير مرغوبة

    تأثير الجني المتأخر على الشجرة والصابة القادمة:

    يؤدي التأخير في الجني إلى إجهاد الشجرة لأنها تظل تحمل الثمار لفترة أطول مما يؤثر على نموها ويزيد من احتمالية المعاومة وبالتالي تقليل الصابة في الموسم القادم

    مزايا وعيوب الجني المتأخر:

    الميزة الوحيدة للجني المتأخر هي زيادة المردود الزيتي لكن على حساب جودة الزيت وفوائده الصحية

    التوازن في اختيار موعد الجني


    أفضل توقيت لجني الزيتون هو المرحلة التي تبدأ فيها الثمار بتغيير لونها من الأخضر إلى البنفسجي أو الأسود والمعروفة باسم "النضج المثالي" هذا التوقيت يجمع بين جودة الزيت العالية والمردود الزيتي المقبول ويسمح للشجرة بالاستعداد لموسم التزهير القادم دون إجهاد

    نصائح ذهبية للفلاح


    تجنب استخدام العصا عند الجني:

    يؤدي الجني بالعصي إلى إلحاق الضرر بالأغصان مما يؤثر على إنتاجية الشجرة في الموسم القادم

    عصر الزيتون مباشرة بعد الجني:

    ينصح بنقل الزيتون إلى المعصرة في أسرع وقت ممكن خلال 24 ساعة من الجني للحفاظ على جودته وتقليل نسبة الحموضة

    المراقبة المستمرة للثمار:

    متابعة التغيرات في لون الثمار وحجمها تساعد على تحديد الوقت الأمثل للحصاد وتحقيق التوازن بين الجودة والمردود

    تأثير مرحلة النضج على القيمة الغذائية للزيت


    الزيتون المبكر غني بالبوليفينولات ومضادات الأكسدة التي تحمي القلب وتعمل كمضادات للالتهابات بينما الزيت المتأخر يكون محتواه أقل من هذه المركبات لذلك اختيار التوقيت يؤثر مباشرة على الصحة العامة للمستهلكين

    الخلاصة


    اختيار توقيت الجني المثالي للزيتون يعتمد على الموازنة بين جودة الزيت والمردود الزيتي والحفاظ على صحة الشجرة والجني المبكر يعطي زيتًا ذا جودة عالية مع نسبة حموضة منخفضة ويقلل من إجهاد الشجرة بينما الجني المتأخر يزيد المردود الزيتي على حساب الجودة والتأثير على الصابة القادمة لذا يُنصح بالفلاحين اختيار مرحلة "النضج المثالي" لموازنة كل هذه العوامل



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة

    لاتنسى متابعة مدونتنا قسم (زراعة الزيتون) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص

    مصدر الصورة: للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق "خليها تخضر"


     تعرف على سر نجاح غرس فسائل النخيل باستخدام السماد البقري المتحلل القديم، وكيف يسهم في تقوية النخلة وزيادة إنتاجها بجودة عالية.



        حفرة الزراعة للفسيلة، مضاف لها سماد حيواني



    أعزائي المزارعين والباحثين والمهتمين بزراعة النخيل، نرحب بكم في هذه المقالة العلمية الجديدة من مدونة خليها تخضر، حيث نسلط الضوء على واحدة من أهم التجارب الزراعية الناجحة التي أثبتت فعاليتها على مدى سنوات طويلة في مزارع النخيل، وهي طريقة التسميد بالسماد البقري المتحلل القديم عند غرس الفسائل. هذه الطريقة ليست مجرد اجتهاد بل ثمرة خبرة عملية امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً في مجال زراعة النخيل


    أهمية النخيل في الزراعة والاقتصاد


    شجرة النخيل ليست مجرد نبات مزروع بل هي أيقونة زراعية واقتصادية وثقافية في العالم العربي والإسلامي، وقد ارتبطت حياة الإنسان منذ آلاف السنين بثمارها التي كانت غذاءً أساسياً ومصدراً للقوة والطاقة. النخلة تمثل رمز الصبر والعطاء حيث تنمو في البيئات القاسية وتظل شامخة رغم حرارة الصحراء. لهذا فإن نجاح غرس فسائلها يعد خطوة أساسية في ضمان استمرارية هذا الإرث الزراعي الثمين


    تجربة 15 عاماً في غرس الفسائل


    من خلال خبرة عملية تجاوزت الخمسة عشر عاماً في مجال زراعة النخيل، تبين أن نجاح الفسيلة لا يعتمد فقط على الري أو العناية السطحية بل يرتبط مباشرة بسلامة جذورها منذ اللحظة الأولى لزراعتها. كثير من المزارعين يعتمدون على التسميد الكيميائي أو التربة الطبيعية وحدها، لكن التجربة أثبتت أن وضع كمية قليلة من السماد البقري المتحلل القديم في قاع الحفرة قبل غرس الفسيلة يعطي نتائج مذهلة في النمو والإنتاج المستقبلي


    دور السماد البقري المتحلل في نجاح الغرس


    السماد البقري المتحلل القديم يعد من أغنى مصادر المادة العضوية التي تعيد للتربة توازنها الطبيعي. فعند وضعه في الحفرة قبل الغرس، يعمل على تحسين بنية التربة من خلال زيادة قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة والتهوية، كما يوفر بيئة مثالية لتطور الجذور. الجذور الصغيرة للفسيلة تجد في هذا السماد قاعدة غذائية ثابتة تعزز امتصاص العناصر الضرورية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وهي العناصر الأساسية لنمو النخيل بشكل سليم وقوي


    التأثير المباشر على نمو النخلة


    استخدام السماد البقري المتحلل القديم لا يقتصر على تعزيز النمو المبكر للفسيلة فحسب، بل ينعكس بشكل مباشر على قوة الجذع وأوراق النخلة، مما يمنحها قدرة أكبر على مقاومة الظروف المناخية الصعبة. هذا التأثير المبكر يستمر ليشكل أساساً لجودة الإنتاج، حيث تكون النخلة التي زرعت بهذه الطريقة أكثر قدرة على إعطاء ثمار ذات نوعية جيدة وكميات وفيرة مقارنة بالنخيل المزروع بدون هذه المعاملة


    الفرق بين السماد المتحلل والسماد الطازج


    من المهم التأكيد أن استخدام السماد الطازج قد يضر الفسيلة بدلاً من إفادتها، لأنه يحتوي على مواد غير متحللة قد تسبب اختناق الجذور أو انتشار مسببات الأمراض. بينما السماد القديم المتحلل مر بمرحلة تخمير طبيعية أدت إلى القضاء على مسببات الضرر وتحويل المواد العضوية إلى صورة يسهل امتصاصها من قبل جذور النخيل. لذا فإن كلمة السر هنا هي "قديم متحلل" وليس مجرد سماد بقري عادي


    النتائج العملية الملموسة


    المزارعون الذين اعتمدوا هذه الطريقة لاحظوا فروقاً واضحة بين النخيل المعامل بالسماد البقري المتحلل القديم والنخيل المزروع بدونه. فقد سجلت الفسائل المعاملة معدلات بقاء أعلى بعد الغرس، ونمو أسرع في السنوات الأولى، وإنتاجاً مبكراً وأكثر وفرة عند الدخول في مرحلة الإثمار. هذه النتائج لم تكن نظرية بل مثبتة ميدانياً في العديد من المزارع التي طبقت الأسلوب ذاته


    التوازن بين التسميد العضوي والكيميائي


    رغم أن التسميد الكيميائي له دور في المراحل اللاحقة من نمو النخلة، إلا أن الأساس القوي يبدأ من التسميد العضوي في لحظة الغرس. فالسماد البقري المتحلل يوفر قاعدة غذائية طبيعية تقلل من حاجة النخلة للمخصبات الكيميائية المكلفة والضارة أحياناً، مما يساهم في زراعة مستدامة صديقة للبيئة. وهنا يبرز دور المزارع الحكيم في تحقيق التوازن بين ما هو طبيعي وما هو صناعي لضمان جودة الإنتاج واستدامته


    الخلاصة


    من خلال هذه التجربة العملية التي امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً، يمكن القول بثقة إن أفضل طريقة لضمان نجاح غرس فسائل النخيل هي وضع كمية قليلة من السماد البقري المتحلل القديم في قاع الحفرة قبل الزراعة. هذه الخطوة البسيطة لها تأثير كبير في تعزيز نمو النخلة وتقويتها وزيادة إنتاجها على المدى الطويل، مما يجعلها استثماراً ناجحاً لكل مزارع يسعى إلى زراعة نخيل قوية وذات إنتاج وفير



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم (زراعة النخيل) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة: للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق "خليها تخضر"

    الجمعة، 12 سبتمبر 2025

     اكتشف الطرق العلمية والعملية التي تساعدك على جعل شجرة الزيتون تحمل الثمار كل عام من خلال الري المتوازن والتسميد والتقليم والتلقيح ومكافحة الآفات واختيار الصنف المناسب. 



       شجرة زيتون مثمرة 



    أعزائي القراء والمتابعين الكرام أهلاً بكم في هذا المقال العلمي الذي يسلط الضوء على واحد من أهم أسرار نجاح زراعة الزيتون وهو كيفية جعل شجرة الزيتون تحمل الثمار كل عام بانتظام فالزيتون يعد من أقدم وأهم الأشجار المثمرة في العالم العربي وله قيمة اقتصادية وغذائية عظيمة غير أن كثيرًا من المزارعين والهواة يواجهون مشكلة في أن الأشجار قد تثمر عامًا وتقل إنتاجيتها في العام الذي يليه ولذلك سنعرض لكم اليوم أهم الخطوات العلمية المدروسة التي تساعد على رفع كفاءة شجرة الزيتون وزيادة فرص حملها سنويًا بشكل أفضل


    أهمية الماء والتغذية لشجرة الزيتون


    تحتاج أشجار الزيتون إلى توازن دقيق بين الرطوبة والعناصر الغذائية فالماء يمثل أساس عملية التمثيل الضوئي ونقل المغذيات داخل النبات لكن يجب أن تتم عملية الري بشكل منتظم دون إفراط أو تقصير لأن زيادة الماء تؤدي إلى اختناق الجذور ونقص الأكسجين مما يضعف الإزهار والعقد بينما يؤدي العطش إلى تساقط الأزهار وتقليل حجم الثمار ولذلك فإن التوصية الزراعية تشير إلى ضرورة توفير رطوبة ثابتة في التربة خصوصًا خلال فترة الإزهار والعقد ونمو الثمار ومن الأفضل اعتماد الري بالتنقيط لأنه يضمن توزيعًا متوازنًا للرطوبة في محيط الجذور


    أما من الناحية الغذائية فإن الزيتون يحتاج إلى برنامج تسميد متكامل يشمل العناصر الكبرى مثل النيتروجين الذي يحفز النمو الخضري والفوسفور الذي يعزز تكوين الأزهار والبوتاسيوم الذي يلعب دورًا رئيسيًا في حجم الثمار وجودتها بالإضافة إلى العناصر الصغرى كالحديد والزنك والمنغنيز والكالسيوم التي تدعم العمليات الحيوية للشجرة وإضافة المادة العضوية مثل السماد البلدي المتحلل أو الكمبوست يحسن من بناء التربة ويزيد قدرتها على الاحتفاظ بالماء والمغذيات


    أهمية التقليم في زيادة الحمل


    التقليم يمثل أحد أهم العمليات الزراعية التي تؤثر على إنتاج الزيتون إذ يساعد على تجديد الأفرع وتحفيز نمو أفرع جديدة مثمرة ويعمل على إدخال الضوء والهواء إلى قلب الشجرة مما يحسن من التوازن بين النمو الخضري والإثماري كما يقلل من فرص إصابة الشجرة بالأمراض الفطرية


    أفضل وقت للتقليم يكون في أواخر الشتاء أو بداية الربيع قبل بدء النمو الجديد حيث يتم التخلص من الأفرع الجافة والمصابة والمتشابكة مع الحفاظ على هيكل متوازن للشجرة والاهتمام بالأفرع الوسطية والجانبية التي تحمل معظم الأزهار والثمار في الزيتون


    التلقيح ودوره في عقد الثمار


    شجرة الزيتون تعتبر ذاتية التلقيح في العديد من الأصناف لكنها تستفيد كثيرًا من التلقيح الخلطي وزيادة حركة حبوب اللقاح عبر الرياح ففي المناطق التي تقل فيها حركة الهواء قد يقل نجاح العقد وبالتالي يتراجع المحصول ولحل هذه المشكلة يمكن أن يزرع المزارع أكثر من صنف متقارب زمنيًا في التزهير مما يعزز التلقيح المتبادل


    كما يمكن إجراء التلقيح اليدوي في حالة الأشجار المعزولة وذلك عبر هز الأفرع بلطف أو باستخدام فرشاة ناعمة لنقل حبوب اللقاح بين الأزهار وهذه الخطوة قد تبدو بسيطة لكنها مؤثرة جدًا في تحسين الإنتاج


    مكافحة الآفات والأمراض


    من أكبر العوامل التي تعيق شجرة الزيتون عن الحمل السنوي إصابتها بالآفات والأمراض الشائعة مثل ذبابة الزيتون حفار الساق وبعض الأمراض الفطرية كعين الطاووس والذبول الفرتيسيليومي هذه المشكلات تؤثر بشكل مباشر على النمو الخضري والإزهار والعقد ولذلك من الضروري مراقبة الأشجار بانتظام للكشف المبكر عن الإصابات واتخاذ الإجراءات السريعة للحد من انتشارها


    تتنوع أساليب المكافحة بين الطرق الزراعية مثل تنظيف بقايا التقليم والأعشاب حول الأشجار والطرق الحيوية مثل استخدام الأعداء الطبيعية والطرق الكيميائية المدروسة عبر المبيدات الموصى بها من قبل الإرشاد الزراعي مع مراعاة فترات الأمان قبل الجني


    اختيار الصنف المناسب


    اختيار صنف الزيتون يعد من القرارات الحاسمة في نجاح المزرعة فهناك أصناف تتميز بقدرتها العالية على الإثمار السنوي مثل البيكوال والأربوسانا والكرونايكي بينما تعاني أصناف أخرى من ظاهرة الحمل المتبادل بشكل أوضح ولذلك من المهم استشارة المختصين أو المشتل المحلي لمعرفة الأصناف الأنسب للمنطقة من حيث المناخ والتربة والاحتياجات المائية


    تأثير المناخ والعمر على الإنتاج


    العوامل المناخية لها دور كبير في انتظام الحمل السنوي للزيتون حيث تحتاج الشجرة إلى شتاء بارد نسبيًا لتحفيز تكوين البراعم الزهرية وفي الوقت نفسه لا تتحمل البرودة الشديدة أو الصقيع لفترات طويلة كما أن الحرارة العالية جدًا في فترة الإزهار قد تسبب تساقط الأزهار وضعف العقد


    من جانب آخر فإن عمر الشجرة يلعب دورًا مهمًا حيث إن الزيتون يبدأ عادة بالإثمار بعد عمر 3 إلى 5 سنوات وتزداد الإنتاجية تدريجيًا مع التقدم في العمر حتى تصل إلى مرحلة الاستقرار


    ظاهرة الحمل المتبادل وكيفية تقليلها


    من خصائص الزيتون أنه يمر بما يعرف بالحمل المتبادل أو تبادل الحمل حيث يعطي الشجر محصولًا جيدًا في عام ثم يقل الإنتاج بشكل ملحوظ في العام التالي ويرجع ذلك إلى أن الشجرة تستنزف طاقتها في إنتاج الثمار في سنة الحمل الغزير فلا يتبقى لها ما يكفي من الطاقة لتكوين براعم زهرية للموسم اللاحق


    ولتقليل هذه الظاهرة يمكن للمزارع أن يتبع بعض الخطوات مثل ترشيد الحمل الزائد عبر خف الثمار في سنة الإنتاج الغزير مع المحافظة على برنامج تسميد وري متوازن طوال العام مما يساعد على توزيع الجهد الحيوي للشجرة بشكل أفضل


    الخلاصة


    إن نجاح شجرة الزيتون في أن تحمل الثمار كل عام ليس أمرًا مستحيلاً بل يحتاج إلى اتباع خطوات علمية صحيحة تشمل توفير الماء والتسميد المتوازن والتقليم السنوي والتلقيح الجيد والمكافحة المستمرة للآفات والأمراض بالإضافة إلى اختيار الصنف المناسب ومراعاة العوامل المناخية بهذه الممارسات المتكاملة يمكن للمزارع أن يضمن إنتاجًا أوفر وأجود من الزيتون في كل موسم



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( زراعة الزيتون ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة : للمؤلف و كاتب هذا المقال فريق خليها تخضر

    الخميس، 11 سبتمبر 2025

     تعرف على أهمية الكبريت للنبات ودوره في تحسين النمو والإنتاجية وجودة المحاصيل الزراعية مع شرح لأعراض نقصه ومصادره الأساسية. 



     استخدام الكبريت الزراعي 




    تحية طيبة إلى متابعينا وقرائنا الكرام الباحثين عن المعرفة الزراعية الدقيقة التي تساهم في تطوير الإنتاج الزراعي وزيادة وعي المزارعين بدور العناصر الغذائية في تحسين جودة المحاصيل وفي هذا المقال نسلط الضوء على عنصر الكبريت الذي يعد من المغذيات الكبرى التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي برنامج تسميد متوازن فهو لا يقل أهمية عن النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بل يشكل معهم منظومة متكاملة تدعم النمو الطبيعي للنبات وتزيد من إنتاجيته


    الكبريت عنصر أساسي للنبات


    الكبريت يعتبر من العناصر الكبرى التي يحتاجها النبات بكميات واضحة مقارنة بالعناصر الصغرى حيث يدخل في تكوين الأحماض الأمينية الأساسية مثل الميثيونين والسيستين اللذين يمثلان اللبنات الأولى في بناء البروتينات كما أنه يشارك في تكوين العديد من الإنزيمات والفيتامينات التي تساهم في العمليات الحيوية المختلفة داخل النبات ومن دونه يختل النظام الحيوي الذي يضمن للنبات النمو السليم والتطور الطبيعي


    دور الكبريت في تحسين النمو والإنتاجية


    أهمية الكبريت تتجلى بوضوح في تعزيز نمو المجموع الخضري للنباتات وزيادة قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى خصوصاً النيتروجين حيث أن نقص الكبريت يقلل من كفاءة النبات في الاستفادة من الأسمدة النيتروجينية مما يؤدي إلى ضعف النمو العام وتراجع الإنتاج كما يساهم الكبريت في تحسين صفات التربة القلوية من خلال خفض درجة الحموضة مما يتيح امتصاصاً أفضل للعناصر المعدنية الهامة مثل الحديد والزنك والمنغنيز وهذا ينعكس بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل وجودتها


    الكبريت وجودة المحاصيل


    من أبرز أدوار الكبريت أنه يرفع من جودة المحاصيل الزراعية حيث تزداد نسبة البروتينات في الحبوب وتتحسن صفات الزيوت في المحاصيل الزيتية مثل دوار الشمس والكانولا كما ترتفع جودة الثمار في الخضروات والفاكهة بفضل مساهمة الكبريت في تكوين المركبات العطرية والنكهة المميزة لبعض النباتات مثل البصل والثوم والكراث وهو ما يمنح هذه النباتات صفاتها الخاصة التي ترتبط برضا المستهلك في الأسواق


    مصادر الكبريت في التربة


    تتنوع مصادر الكبريت التي يمكن للمزارع الاعتماد عليها حيث يعد الكبريت الزراعي المصدر التقليدي الذي يستخدم لتعديل قلوية التربة وتحسين خواصها الكيميائية كما أن كبريتات الأمونيوم تعتبر مصدراً مزدوجاً يمد النبات بالنيتروجين والكبريت معاً بينما توفر أسمدة أخرى مثل سلفات البوتاسيوم وسلفات المغنيسيوم العناصر الغذائية المتكاملة التي يحتاجها النبات بما في ذلك الكبريت الضروري لإتمام العمليات الحيوية


    علامات نقص الكبريت


    نقص الكبريت في النبات يؤدي إلى أعراض مميزة يسهل التعرف عليها من قبل المزارعين إذ تظهر الأوراق الصغيرة بلون أصفر فاتح على عكس نقص النيتروجين الذي يصيب الأوراق القديمة أولاً كما يلاحظ ضعف في تكوين الأزهار والثمار وانخفاض ملحوظ في مقاومة النبات للأمراض مما يسبب خسائر اقتصادية للمزارع ويؤثر سلباً على جودة المحصول النهائية


    الكبريت وعلاقته بالأمراض النباتية


    الدور الدفاعي للكبريت لا يقل أهمية عن دوره الغذائي فهو يساعد النبات على تكوين بعض المركبات الدفاعية التي تزيد من مقاومته للأمراض الفطرية والبكتيرية كما أن استخدام الكبريت الزراعي في صورة مسحوق أو مبيد يعتبر من الطرق التقليدية المعروفة في مكافحة بعض الآفات مثل الأكاروسات والأمراض الفطرية على الأوراق والثمار وهو ما يعزز دور الكبريت كعنصر مزدوج الفائدة في التغذية والحماية


    أفضل طرق إضافة الكبريت


    للحصول على أفضل استفادة من الكبريت ينصح المزارعون بإضافته في بداية الموسم الزراعي لأنه يحتاج إلى وقت لكي يتحول بواسطة الكائنات الحية الدقيقة في التربة إلى الصورة القابلة للامتصاص وهي الكبريتات كما أن إضافة المواد العضوية مع الكبريت يساهم في تعزيز نشاط البكتيريا النافعة التي تقوم بعملية الأكسدة الطبيعية لهذا العنصر مما يجعل النبات يستفيد منه بشكل كامل على مدار الموسم


    التكامل بين الكبريت والعناصر الأخرى


    لا يعمل الكبريت بمعزل عن بقية العناصر الغذائية بل يشكل علاقة تكاملية خاصة مع النيتروجين حيث أن نقص أحدهما يقلل من كفاءة الآخر كما أن تأثيره على تعديل تفاعل التربة يساعد في جعل العناصر الدقيقة أكثر توفراً للنبات مما يخلق بيئة مثالية للنمو المتوازن والإنتاجية العالية ولهذا فإن برامج التسميد الحديثة لا بد أن تراعي وجود الكبريت كمكون أساسي يرافق العناصر الكبرى الأخرى


    الخلاصة


    إن الكبريت ليس مجرد عنصر إضافي في الزراعة بل هو مفتاح أساسي لتحقيق نمو صحي وجودة عالية للمحاصيل الزراعية حيث يشارك في تكوين البروتينات والفيتامينات ويحسن امتصاص العناصر الأخرى ويعدل قلوية التربة ويزيد مقاومة النبات للأمراض ولذلك فإن إهماله في برامج التسميد يشكل خطراً على الإنتاجية وجودة الغذاء وفي المقابل فإن إدخاله بشكل مدروس ومتوازن يحقق فوائد ملموسة للمزارع والمستهلك على حد سواء



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لا تنسَ متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر

    الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

     اكتشف الدليل الشامل لتسميد الأشجار المثمرة من الزيتون إلى التفاح والمشمش والرمان، مع برنامج متكامل يضمن لك إنتاجًا وفيرًا وجودة عالية للثمار من الشتاء حتى الحصار. 



        احواض تسميد الاشجار



    أعزائي المزارعين والمهتمين بعالم الزراعة المستدامة، نرحب بكم في هذا المقال العلمي من مدونة خليها تخضر حيث نأخذكم في رحلة متكاملة لنتعرف معًا على برنامج تسميد الأشجار المثمرة من بداية الشتاء وحتى نهاية موسم الحصاد بطريقة علمية متوازنة تساعد على تحقيق إنتاج وفير وجودة عالية للثمار. 



    أهمية التسميد في الأشجار المثمرة


    التسميد ليس مجرد إضافة أسمدة إلى التربة بل هو منظومة متكاملة تربط بين اختيار السماد المناسب وتحديد الكمية الدقيقة وتوقيت الإضافة مع مراعاة الظروف البيئية وطبيعة التربة واحتياجات النبات وعندما يدرك المزارع أن التسميد هو فن إدارة الغذاء للنبات يدرك أن الإنتاجية وجودة الثمار تعتمد على هذا التوازن فالإفراط أو النقص في أي عنصر غذائي ينعكس بشكل مباشر على المحصول


    المرحلة الأولى تسميد الشتاء (ديسمبر – يناير)


    في هذه الفترة تدخل الأشجار المثمرة مرحلة السكون وهي فرصة ذهبية لتحضير التربة والجذور للموسم القادم الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو تجديد النشاط الحيوي للتربة وتنشيط الجذور ويتم ذلك بإضافة السماد العضوي المتحلل أو الكمبوست بكمية تتراوح بين عشرة إلى خمسة وعشرين كيلوغرامًا للشجرة الواحدة حسب عمرها وحجمها كما يمكن تعزيز التربة بإضافة السوبر فوسفات الذي يساعد على نمو الجذور ويمنحها قوة أكبر في امتصاص العناصر الغذائية


    المرحلة الثانية بداية النمو الربيعي (فبراير – مارس)


    مع بداية ارتفاع درجات الحرارة واستيقاظ البراعم من السكون تبدأ الأشجار في تكوين النموات الجديدة والأزهار وهنا يحتاج النبات إلى جرعة دعم أساسية من السماد الأزوتي مثل نترات الكالسيوم أو نترات الأمونيوم حيث يساهم الأزوت في زيادة النمو الخضري الذي يمثل قاعدة إنتاج الأزهار والثمار كما ينصح بالرش الورقي بالعناصر الصغرى مثل الزنك والبورون لدورهما الكبير في عملية الإزهار والعقد حيث يساهم الزنك في تكوين الهرمونات النباتية بينما يساعد البورون في تحسين نسبة التلقيح والعقد


    المرحلة الثالثة مرحلة التزهير والعقد (أبريل – مايو)


    تعد هذه المرحلة الأخطر في حياة الشجرة المثمرة لأنها تحدد مصير المحصول النهائي ففي هذه الفترة تكثر ظاهرة تساقط الأزهار مما يقلل الإنتاج وهنا يأتي دور التسميد المتوازن باستخدام مركبات NPK بنسبة عشرين عشرين عشرين وبكميات مدروسة حسب عمر الشجرة لضمان توفير الطاقة اللازمة للنبات مع تعزيز التوازن الغذائي ولأن احتياجات الأشجار لا تقتصر على العناصر الكبرى فلابد من إمدادها بالعناصر الصغرى مثل الحديد والمغنيسيوم والمنغنيز حيث إن هذه العناصر تلعب دورًا محوريًا في التمثيل الضوئي وصبغات الكلوروفيل ما يضمن بقاء الأوراق في حالة نشطة وقادرة على تغذية الأزهار والثمار


    المرحلة الرابعة نمو الثمار (يونيو – يوليو)


    بعد اكتمال العقد تبدأ الثمار بالنمو والامتلاء وهنا يتحول اهتمام المزارع من دعم النمو الخضري إلى تكبير الثمار وتحسين جودتها لذلك يكون التركيز على البوتاسيوم الذي يلعب الدور الأبرز في زيادة حجم الثمار وتحسين صلابتها ولونها وطعمها ويكون التسميد عبر سلفات البوتاسيوم أو نترات البوتاسيوم كما يمكن استخدام مركبات NPK الغنية بالبوتاسيوم مثل عشرة خمسة أربعون أو ثلاثة عشر خمسة أربعون فهذه التركيبات تمد النبات بالعناصر الكبرى مع إعطاء البوتاسيوم الأولوية القصوى في هذه المرحلة


    المرحلة الخامسة قبل الحصاد (أغسطس – سبتمبر)


    في هذه الفترة يقترب موعد جني الثمار وتكون الأولوية لتحسين جودة الطعم واللون وتقليل المحتوى المائي الذي قد يؤثر على القابلية للتخزين لذلك يفضل تقليل التسميد الأزوتي أو منعه تمامًا لأنه قد يسبب ضعف الطعم وزيادة النمو الخضري على حساب الثمار ويقتصر التسميد على البوتاسيوم الذي يساعد على تحسين جودة الثمار ويعطيها صلابة أكثر وطعمًا أفضل كما يجب إيقاف التسميد بشكل كامل قبل موعد الجمع بعشرة إلى خمسة عشر يومًا لضمان سلامة المستهلك وجودة الثمار


    نصائح عملية لإدارة التسميد بذكاء


    هناك بعض القواعد الذهبية التي يجب أن يتبعها المزارع لضمان نجاح برنامجه السمادي أولها أن يتم التسميد مع الري المنتظم بحيث تتمكن الجذور من امتصاص العناصر الغذائية بسرعة وثانيها أن الاعتدال في الأزوت ضروري لأن الإفراط فيه يؤدي إلى ثمار كبيرة الحجم لكنها فقيرة الطعم وقليلة التخزين وثالثها مراقبة أوراق الشجرة بشكل دائم لأن لونها وشكلها هو لسان حالها الذي يعبر عن حالتها الغذائية فإذا ظهرت أعراض الاصفرار أو ضعف النمو فهذا مؤشر لنقص العناصر وأخيرًا لابد من إعادة إضافة السماد العضوي المتحلل كل سنة أو سنتين لأنه يحسن بنية التربة ويغذيها بالعناصر الصغرى


    الخلاصة


    التسميد الناجح للأشجار المثمرة ليس وصفة جاهزة بل هو برنامج متكامل يتكيف مع نوع الشجرة وعمرها وطبيعة التربة وظروف المناخ لكن الخطوط العامة التي استعرضناها من مرحلة الشتاء حتى الحصاد تمثل قاعدة أساسية يمكن أن يسترشد بها أي مزارع لتحقيق إنتاج وفير وجودة عالية للثمار



    إعداد المقال: فريق "خليها تخضر"


    شكرًا لقراءتك هذا المقال ونتمنى لك زراعة ناجحة ومثمرة


    لاتنسى متابعة مدونتنا قسم ( التغذية النباتية ) لمزيد من المعلومات الزراعية المفيدة بهذا الخصوص


    مصدر الصورة : للمؤلف وكاتب هذا المقال فريق خليها تخضر


    جميع الحقوق محفوظة ل خليها تخضر
    تصميم : عالم المدون